احذروا الدخلاء

بني جلدتي :

إنه ولمن دواعي الظروف التي تمر بها بلادنا العربية والتي خلفت مجتمعاتنا

في مدارك الهبوط وأضفت عليها شيئا ً من الجمود فإنني لم أعد أصاب بالدهشة

حال رؤيتي كتابة تحتوي على فكرة ساخرة أو أطروحة ناقدة لبعض المواقف

التي تتكرر بشكل شبه يومي في مجتمعاتنا العربية  ؛

فليس هناك ما يدعو للدهشة إن حاول أبناء الوطن الواحد تقويم اعوجاج المجتمع

الذي يعيشون  به وتوجيهه نحو الصواب ، بل هو أمر بديهي و واجب طبيعي

ولا حرج من ذلك ولا مفر ؛ وبالرغم من اختلاف الوسائل و المناهج  التي يتبعها

أولائك إلا أن المقاصد ولا شك نبيلة ، نابعة من الحس الراقي بالمسؤولية  .

وهناك إجماع على هدف عام تلتقي عنده الغالبية الساحقة من المدونين العرب وتسعى

هذه النسبة جاهدة إلى تحقيقه ألا وهو انتشال المجتمع العربي من غياهب الجهل

والانحطاط  والنهوض به إلى أبعد ما يمكن الوصول إليه من الرقي والسمو وذلك من

خلال إسقاط الضوء على بعض النقاط التي تعرقل عجلة التقدم ، وطرحها على الملأ

بغية تقديم الحلول المناسبة لها والتي  تتلاءم  مع الحالة التي نرنوا  إليها وتتوافق مع 

موروثنا التاريخي العظيم  الفائض بالثوابت والأصول  .

من حق كل عربي أيّا ً كان انتماءه و معتقده أن يعمل على إصلاح ما أفسدته  أيادي

العرب في بلاد العرب ؛ ولكن هل  يحق لغير العرب  التدخل في  شؤوننا الداخلية

والتغلغل في عقائدنا وأفكارنا التي آمنا بها منذ فجر الظهور ( و التي أثبتت صحتها

في كثير ٍ من الأدلة العلمية القاطعة )  والطعن بالثوابت والأصول الراسخة بذريعة

الإصلاح  ؟

وهل عمل هذا الآخر على إصلاح  جميع المفاسد التي يفيض بها مجتمعه و حقق

الفضيلة المثلى التي تتناسب والفطرة الإنسانية كي يساهم في تصديرها إلينا ، أم أنه

ينتمي إلى رابطة أنصار سياسة التنظير التي عمادها تصدير المشاكل الذاتية الى الآخر

وذلك في محاولة منه لتحويل الأنظار عن براثن الخلل الذاتي الذي أصابه والناتج عن

قصور معتقده الوضيع ، المتخم بالعيوب  ؟

وأخيرا ً بني وطني :

هل بات صلاح المجتمع العربي رهينا ً بتدخل هذه الثلة من الوضعاء  الغرباء ؛ الزئبقيين  الدخلاء ؛

العديمي الثوابت ؛ المنحرفين فكريا ً ؛ المهزوزي المعتقد ؛ المدعي التحضر ..  ؟

 __________________

تنويه :

لست ضد التواصل والتفاعل مع الآخر

بغية الإفادة والاستفادة

ولكني ضد كل فكر دخيل لا يجيد سوى العزف

على وتر بعض القيم النبيلة بعد أن قام بتحريفها وتشويهها

كي تخدم أهواءه ومصالحه الدونية

هذا المنشور نشر في عام. حفظ الرابط الثابت.

27 Responses to احذروا الدخلاء

  1. tareef كتب:

    حقاً .. فالبعض يرغب بإستيراد “الحلول” الغربية على الرغم من كل النقائص التي تعاني منها، وهم لا يرون حلولاً غيرها حتى لو تعارضت هذه “الحلو” مع ثوابتنا
    سلمت يداك

    • حمزة كتب:

      للأسف يا صديقي فإن الأمر لم يتوقف عند مجرد الرغبة بتلك الحلول بل تجاوزها
      ليصل الى مرحلة تبنيها و الترويج لها والدفاع عنها علانية بالرغم من كل النقائص
      التي تعتريها وذلك تحت ستار التحضر المزعوم …

      حياك الله أخي طريف

  2. فعلاً ياصديقي دائماً ستجد من يحاول الصيد في المياة العكرة ويبث أفكار سامة لمحاولة تضليل بعض العقول الغير ناضجة في المجتمعات العربية تدوينة موفقة ودمت بود.

    • حمزة كتب:

      قد يستغرب البعض لو قلنا أن هناك من يعمل على تطبيق نظرية المؤامرة على أرض
      الواقع ليس فقط ضد العقول العربية الساذجة وإنما ضد الشباب العربي ككل …

      أسعدتك السماء صديقي

  3. gabriel كتب:

    بالأول من هم العرب ومن هم غير العرب ؟
    أذكر من قبل عدة سنوات صرخ اللبنانيون بملئ الفم ” هيه يا الله سوريا اطلعي برا ”
    وقبلها صرخ الكويتيون بوجه العراقين نفس الصرخة لكن بطريقة رسمية أكثر

    فهل هذه الحالات هي حالات داخلية اي حالات عربية عربية أم حالات غير عربية عربية ؟

    • حمزة كتب:

      كنت أتمنى لو أنك تمعنت قليلا في تلك الكلمات والتي لو منحتها قليلا من التبصر
      لوجدت أني لا أتحدث عن حكومات أو سياسات فأنا هنا يا عزيزي أتحدث عن نشاط
      منظَّم يحاول اختراق المجتمعات العربية بشتى مللها ونحلها أيا ً كان الفكر الذي تتبناه .

      دوما يسعني مرورك غابرييل

  4. هناك لنا ثوابت لنا في ديننا لانسمح لااحد بالاقتراب منها مهما كان السبب لانه لايحتاج لها الى اصلاح .
    ولو يحاول العربي ان يصلح مجتمعه اولاً قبل ان يصلح الغير لكان هذا افضل له وللجميع .
    اكره االتدخل في شؤن الغير وبالتالي هذا من الفضول الذي ليس له داعي
    والمشكله في البعض وهم يحاولون استيراد حلول الغرب لمشاكلنا .
    من الممكن بعض المشاكل نستورد من الغير حلولهم اذاكانت ناجحه ومثمره ونستفيد من خبرتهم .اما ناخذ كل شي الصالح والطالح فهذه مشكله بحد ذاتها
    لك الشكر اخي الكريم

    • حمزة كتب:

      هناك مثل عربي قديم يفيد بأنه أهل مكة أدرى بشعابها …
      بوح يا بنت الحجاز صدقيني نحن أيضا ً لسنا بحاجة لاستيراد
      الحلول من الغير لأننا نملك في جعبتنا الكثير مما لا يملكه الغير
      وجل ما نحتاجه هو مراجعة عقلانية بسيطة للذات العربية لنميز
      فعلا ً بين ما يناسبنا وبين ما يتعارض مع تكويننا وبنيتنا الفكرية .

      حياك الله ودمت ِ بخير

  5. medaad كتب:

    سؤال عالماشي: “بني جلدتي” مين هدول بني جلدتك؟!!
    العرب قصدك.. ولا غير بني جلدة؟!! اكمنو فهمي على قدي..
    وتحياتي.. 🙂

    • حمزة كتب:

      مداد مابعرف ليش كنت متوقع مرورك من بين السطور ( بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة )
      يعني بنفس الصورة الي قدمت شخصك الكريم فيها _ اكمنو فهمك عقدو و سلامتك _
      بالرغم من غيابك المطوّل إلا أني ما تفاجأت بتواجدك في حيينا ..

      لترعاك السماء

      • medaad كتب:

        متوقع أم غير متوقع يا عزيزي.. انا ما سألتك عن توقعاتك لأنها ما بتهمني بكل صراحة!!.. أنا سألتك مين هدول بني جلدتك اللي أشرت إليهم في النص السابق؟!! ولك كامل الحرية في الإجابة أو عدم الإجابة..

        عزيزي مداد انظر آخر التعليقات
        حمزة .

      • حمزة كتب:

        أنا منه :
        كل من يحيا بإحياء الهوية العربية ويفنى بفنائها ؛ ويؤمن برسالة الفكر
        العربي المبدع ، الدائم التجدد والذي يتفق وما جُبل عليه الإنسان السوي .

        كانت إجابتي ؛ فإن لم تشبع شهوة السؤال لديك أنبئني .

  6. ذكرتني يا حمزة بالجماعة إياهون ..

    استغربت ها النبرة منك !!!

    • حمزة كتب:

      ما تستغربي عزيزتي …
      ولوو هنونة والله الشعب العربي
      مو ناقصو _ مدلسين مدّعين _ حتى نستوردن من الخارج ..

  7. اللجي كتب:

    لك سلم الله هذا الانامل

    لقد اسقطت بعض الاقنعة التي تختب به
    تلك الثلة……

    • حمزة كتب:

      عزيزي محمد سلم الله روحك ..
      أخي محمد من واجب الشباب الواعي إن رأوا هبوب العاصفة
      من بعيد أن يحذروا وينبهوا ويذكروا علَّ الذكرى تنفع ..

  8. التنبيهات: صناعة الدخلاء « مدونة اللجي

  9. المشكلة لم تعد في الدخلاء وهي مشكلة بحقها , ولكن العناء
    من أصحاب الموروث الغربي بزي إسلامي او بدمى عربية ..
    للتو كنت أقرأ كتاب الإسلام والحضارة الغربية ..
    حيث تحدث المؤلف عن الانبهار الحاصل من بعض مفكرينا والذي ذكر منهم على سبيل المثال رفاعة طهطاوي وخير الدين التونسي ..
    حيث أنهم أرادوا ان يطبقوا ما رأوه من الحضارة الغربية بذاته في البلاد العربية لأنها دول متقدمة ومن البد ان تقدمنا يكون يتقليد المغلوب للغالب كما في مقدمة ابن خلدون ..
    فأتوا بنونا دخلاء على بلادنا بدعوى الحب للوطن وحب التطور وتداخل الثقافات .. كان خير الدين يهتم في التنشيط الاقتصادي اما طهطاوي فلم يكن همه إلا التطور من الناحية الاجتماعية والأدبية ..
    وكانوا يحرصون كثيراً على بذر بذور التداخل الإجتماعي والقافي والفكري مع الغرب حتى تنشط الدول العربية ..
    وما يورثنا البأس أن هذه الدخيلة علينا لم تأتي إلا بشر محض لا خير فيه إلا فيما ندر في الأمور الدنيوية ..

    نحن نبغي التقدم إلى الأمام ليس إلى الخلف
    ونريد ان نتطور حربياً واقتصادياً لكن ثقافتنا الفكرية والدينية لا تحتاج إلى تطور فالخلل موروث من دخلائنا الطائشين ..!!
    ويبدو أن قضية التغيير لدى الغرب قائمة على يد أبنائنا بأفكارهم ..!!

    أعتذر على الإطالة وعلى الخروج من الموضوع ..

    طرح مبارك لا أوقف الله لك قلم في الدفاع عن الدين ..

    • حمزة كتب:

      في السابق كان أبناء البلاد العربية هم من يجلبون تلك الأفكار الدخيلة من الخارج ، أما الآن فهي تصدر إلينا جاهزة بلا أدنى
      عناء أو جهد ذلك بالإضافة الى أنها تجد من ينميها ويتبناها ويدافع عنها ؛ وباعتقادي أن هؤلاء أيا ً كان انتماءهم فإنهم جهلة بذلك
      الموروث الغني الذي تملكه أمتنا والذي تم تداوله جيلا ً بعد جيل
      الى أن فاقت به العقول ضياء الشهب العالية وجاوزت به نجوم السما
      والذي ما أن تم التخلي عنه حتى انزلقنا في هاوية عظيمة وغيبوبة
      شبه مستديمة فما عرفنا كيف تحوم الصقور في سماء الحرية ولا عرفنا
      كيف تحط رحالها على هذه البسيطة ..

      كانت منك إطالة مفيدة 😀
      فلك الخير ودمت

  10. mn zaman كتب:

    أفكار موجودة فينا , مع كل رجفة قهوة عند كل صباح
    نسأل أنفسنا نفس الأسئلة التي طرحتها …

    بإختصار : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

    تدوينة مميزة على الوجع , تسلم إيديك

    • حمزة كتب:

      بالفعل إن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
      ولعل هذا ما نحاول فعله ..

      لك الخير وأسعدك الله

  11. الدخلاء أو المباديء الدخيلة..لم تدخل عنوة..بنظري ماسمح بتواجدها نظرية ابن خلدون من أن المغلوب “أبداً” يتبع الغالب..

    لو رجعنا للتاريخ ..وتذكرنا كيف سادت الأندلس مثلاً ولغتها العربية..حتى أصبحت مزاراً عالميا ً لطالبي العلم والفن والثقافة..نجد كيف أن الغالب هنا (المسلمون) قد اُتبعوا وسادوا من غير أن يكونوا دخلاء.. العكس صحيح في وقتنا الحاضر..
    بمعنى صحيح أن المغلوبون سواء المسلمون حالياً وغيرهم من الأمم يتبعون الغالب..لكن طبعاً..جميعاً يعرف أن مثل هذه الوقائع أو مايمسى بالغزو الفكري هو حركة منظمة ومقصودة فعلاً أسهم في انتشارها الظروف التي نعيشها الآن..

    على أية حال..أؤمن بأن كل ذلك ماهو إلا “سحابة صيف” ستزول بإذن الله.. فقط علينا أن نرغب بذلك !

    تقديري..

    • حمزة كتب:

      عزيزتي إن من يعلم جيدا ً كيف يقدر موروثنا الغزير لا يخضع حكما ً لتلك النظرية وهذاهو ما يجب أن يكون ..
      وكما قلت ِ بأن بلادنا ذات يوم كانت مزارا ً لطالبي العلم والفن والثقافة إلا أنه و بالنظرة العكسية فإننا سنجد أن ما يتم إدخاله الى مجتمعاتنا من أفكار بعيد كل البعد عن الأدب أو العلم أو الثقافة وإنما هي عبارة عن أفكار تنظيرية لايعلم سوى الله ما المقصود من ترويجها في مجتمعاتنا …

      لك الخير

  12. immortality2009 كتب:

    جميـعنا *

  13. immortality2009 كتب:

    كان ذلك مجرد تصحيح لخطأ في الكتابة..
    واتفق مع رأيك بالمناسبة.

    اشكرك..

اترك رداً على أوان الـورد إلغاء الرد